نشر جيهان توغال مقالاً في صحيفة الغارديان في 15 فبراير/شباط 2015م، و فيه ادعى أن تركيا فتحت حدودها للاجئين السوريين لكنها لم تفعل أكثر من ذلك للترحيب بهم. وزعم الكاتب أن مخيمات اللاجئين في تركيا في وضع مزرٍ وأن السوريين اضطروا للتسول في المدن الداخلية، كما زعم أن انتشار السوريين عمل على استقطاب المجتمع التركي. وقال: ربما أحرز النظام التركي العديد من النقاط في العلاقات العامة عبر فتح أبوابه لملايين السوريين، لكن لا يمكنه عمل شيء أكثر من السماح لهم بالدخول ببساطة. مخيمات اللاجئين كانت في وضع مزري واضطر الناس للتسول أو العمل في وظائف ذات أجرة زهيدة وغير آمنة في المدن الداخلية. وبالفعل كان لحضور اللاجئين السوريين المتزايد تأثيرٌ هدام على المجتمع التركي... فالانتشار غير المرحب به للاجئين قام باستقطاب مجتمع أصلاً مستقطب. يذكر أن تركيا قد فتحت حدودها للاجئين السوريين وأبقت على سياسة الباب المفتوح منذ العام 2011م. وتستضيف تركيا حالياً 2.7 مليون لاجئ سوري، منهم 272,000 لاجئ مستضاف في 25 مركز حماية مؤقتة (مخيمات) في عشر مدن مختلفة، فيما يقيم اللاجئون الآخرون في المدن من جميع أنحاء تركيا. و لم تتوقف تركيا عند السماح للاجئين السوريين بالدخول ومنحهم الحماية المؤقتة من خلال نظام الحماية المؤقتة التابع للبرلمان التركي والذي دخل حيز التنفيذ في 13 أكتوبر/تشرين الأول 2014م، بل ضمنت تركيا للاجئين حقوقهم في التعليم والعناية الصحية والأمن والحقوق الاجتماعية الأخرى. ويحصل اللاجئون على كل هذه الخدمات من غير رسوم مقابل. ويمكن للطلاب السوريين الالتحاق بالمدارس الابتدائية والإعدادية والثانوية في تركيا، كما يمكن للاجئين تقديم طلباتهم للالتحاق بالجامعات وهم معفون من الرسوم الدراسية، ويمكن للراشدين من السوريين الالتحاق بالدورات المهنية مجاناً. وقد أنفقت تركيا ما يقارب 9 مليار دولار على اللاجئين السوريين، ويمثل هذا المبلغ أكثر بـ20 مرة مما أنفقته وكالات العون الدولية بما فيها الأمم المتحدة. وبقرار مجلس الوزراء في 11 يناير/كانون الثاني 2016م، مُنح اللاجئون السوريين تصاريح عمل، حيث سيعطى السوريون نفس الأُجرة التي تدفع لنظرائهم من الأتراك. وقال رئيس دائرة شؤون اللاجئين في الأمم المتحدة في 18 يونيو/تموز 2015م: " يجب على الدول الغربية أن تتبع النموذج التركي في استضافة اللاجئين السوريين. " وفي المخيمات، يُقدم للاجئين الطعام والخدمات الصحية والخدمات الأمنية والخدمات الدينية والخدمات التعليمية والمرافق الاجتماعية. كما تحتوي كل المخيمات على مستشفيات وأماكن لإقامة الدورات ومساحات للنشاطات الرياضية ورياض أطفال ومدارس. وأُنشئت المرافق كنظام الصرف الصحي ونظام التزويد بالمياه والمراحيض الجاهزة وأماكن الاستحمام ووحدات غسل الأواني والملابس وصالات التلفاز والانترنت والبقالات وأماكن العبادة في المخيمات. ومع توزيع المساعدات المالية في المخيمات كل شهر، يتمكن جميع السوريين من شراء الأطعمة ومستلزمات النظافة التي يحتاجونها من البقالات. وتقدم للراشدين دورات الحياكة وتسريح الشعر والخياطة واستخدام الكومبيوتر والحرف اليدوية وتعلم كتابة وقراءة اللغات التركية والعربية والإنجليزية في المخيمات. كلٌ من المفوض السامي لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس والمبعوثة الخاصة للأمم المتحدة أنجلينا جولي المخيم زارا في أونجو بينار في 13 سبتمبر/أيلول 2012م، وبشأن المخيم قالت جولي أن " كرم الحكومة التركية وقدرتهم على تمويل مخيمات كتلك ليسا عاديين، إنه أمرٌ يثير الإعجاب للغاية. وكما قال السيد غوتيريس " إننا نتمنى أن يكون هنالك ما يكفي من التمويل والقدرة في جميع أنحاء العالم لرعاية كل العائلات الفارة من الصراع و متابعة هذا النهج. ذلك غير عاديٍّ تماماً وأنا لم أشاهد أبداً شيئاً مماثلاً لهذا. " وزار الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون مخيماً للاجئين في 7 ديسمبر/كانون الأول 2012م و شكر تركيا على مساعدتها السخية. وفي 21 يونيو/تموز 2015م زار المفوض السامي أنطونيو غوتيريس المخيم في سروج وشكر تركيا على الحماية والمساعدة المقدمتان. وقال رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك: " زرت أحد المخيمات ويمكنني الشهادة بأنها حقاً مثيرة للإعجاب. " وقد نشرت صحيفة نيويورك تايمز مقالاً يصف مخيماً للاجئين في تركيا بالـ" مثالي ". وقد نشر مركز جامعة هاجيتيبي للبحوث السياسة والهجرة تقريراً حول دمج السوريين في تركيا في ديسمبر/كانون الأول 2014م، حيث أُجري استطلاع على 1,500 مواطن تركي من مختلف المحافظات ومقابلات مفصلة مع سوريين خارج المخيمات. وخلص الاستطلاع إلى أن مستوى التقبل الاجتماعي للسوريين من قبل الأتراك عالٍ، ونسبة 64,6 % من المواطنين الأتراك أيدوا اقتراحاً بقبول " السوريين بدون أي تمييز فيما يتعلق بلغتهم أو دينهم أو خلفياتهم العرقية كواجب إنساني من ناحيتنا. " وأعرب السوريون الذين أجريت معهم المقابلات عن رضاهم ببقائهم في تركيا وأن الأتراك استضافوهم بشكل جيد جداً، وقالوا إنهم يرغبون في الحصول على الحق بالعمل كي لا يكونوا عبئاً على تركيا وقتاً أطول. وفيما يتعلق بقضية " المتسولون السوريون "، عبر السوريون الذين أجريت معهم المقابلات عن أن هؤلاء المتسولين ليسوا الفقراء القادمين إلى تركيا، بل هم تلك العصابات المنظمة التي كانت تتسول في سوريا كذلك حتى قبل الحرب، وأفصحوا أيضاً عن عدم ارتياحهم تجاه المتسولين المؤثرين على استيعاب السوريين في تركيا.

http://www.theguardian.com/commentisfree/2016/feb/15/refugees-turkey-gov... http://data.unhcr.org/syrianrefugees/country.php?id=224 https://www.afad.gov.tr/en/IcerikDetay1.aspx?IcerikID=848&ID=16 https://www.middleeastmonitor.com/news/europe/23873-turkey-spent-20-time... http://www.reuters.com/article/us-europe-migrants-turkey-idUSKCN0UP0QP20... http://www.dailysabah.com/nation/2016/02/17/syrians-with-work-permits-to... http://www.unhcr.org/cgi-bin/texis/vtx/refdaily?pass=52fc6fbd5&id=5583a9fd5 https://www.afad.gov.tr/Dokuman/TR/99-201406191271-syrian-guests.pdf https://www.youtube.com/watch?v=4JSyNtID2ZY http://www.un.org/apps/news/infocus/sgspeeches/statments_full.asp?statID... http://www.bmdergi.org/en/visit-to-turkey-by-the-un-high-commissioner-fo... http://orient-news.net/en/news_show/102341/0/Leaked-transcript-Erdogan-l... http://www.nytimes.com/2014/02/16/magazine/how-to-build-a-perfect-refuge... http://www.hugo.hacettepe.edu.tr/TurkiyedekiSuriyeliler-Syrians%20in%20T...