ادعى كل من السفيرين السابقين للولايات المتحدة لدى تركيا في مقال نشراه في واشنطن بوست في 10 مارس/آذار 2016م أن " عشرات الآلاف من الأطفال – بما فيهم من الأقليات الدينية – قد أُرسلوا كرهاً إلى المدارس الإسلامية أو تعرضوا لتعليم ديني إسلامي إجباري " في تركيا تحت حكم حزب العدالة والتنمية الحاكم.

على أيه حال فإن التعليم الديني لم يكن مضافاً إلى المنهاج التركي من قبل حزب العدالة والتنمية، وبالأحرى فإن دروس الدين كان قد تقرر تضمينها كجزء من منهج المدرسة في 6 مارس/آذار 1924م - تقريباً بعد عام من إعلان نظام الإدارة الجمهوري - كحق دستوري يميني لجمهورية تركيا، غير أن هذه الدروس كانت تقتصر على ساعة واحدة فقط في الأسبوع. وعلى مر السنوات تغير محتوى الدروس الدينية عدة مرات وتم تقديم ابتكارات تربوية تحتوي على أساليب التدريس.

وعلى النقيض من الادعاء المقدم من قبل أبراموفيتش وإيدلمان، فإن محتوى التعليم الديني في المدارس التركية لا يغطي فقط الدراسات الإسلامية ويهمل الطوائف والديانات الأخرى. وبصرف النظر عن التعاليم الإسلامية فإن المسيحية واليهودية والبوذية والعديد من الدراسات الدينية الأخرى تُدرس للأطفال.

وقد حرم حكام تركيا السابقون التعليم الديني الحر وفرضوا عقوبات على ذلك، على الرغم من تواجده في الدستور. وبعد قدوم حزب العدالة والتنمية للسلطة في 2002م، بدأت توسعة حرية التعليم الديني تدريجياً. وفي 2002م أصدرت وزارة التعليم التركية منهجاً جديداً ينطوي كذلك على التعليم الديني، وتم إضافة ثلاثة دروس إسلامية للمنهج المعتاد. مع ذلك لا أحد من هذه الدروس إجباري.

وفي الأثناء تم إدخال تحسينات جدية من أجل حرية التعليم الديني للأقليات غير المسلمة في تركيا. وعلى سبيل المثال أعد المسؤولون منهجاً وكتاباً مدرسيا عن المسيحية للطلاب المسيحيين المواظبين في المدارس المسيحية في 2012م.
إضافة لذلك فقد بدأت مدرسة غوكتشيدا روم الابتدائية بإدارة مسيحية بتسجيل الطلاب للمرة الأولى بعد 40 سنة.

https://www.washingtonpost.com/opinions/turkeys-erdogan-must-reform-or-r...
http://www.if1.sakarya.edu.tr/dergi/dergi_1/msanver/msanver.pdf
http://ilke.org.tr/wp-content/uploads/2015/01/ilke_rapor_5_BASKI_SON.pdf
http://timelineturkey.com/en/non-muslims/