ادعاء: نمط الحياة العلماني في تركيا تحت التهديد

وقت القراءة
أقل من دقيقة

ادعاء: نمط الحياة العلماني في تركيا تحت التهديد

2017-02-23 08:18 GMT
مُشارك في الفئة:

كتبت صحفية تركية في واشنطن بوست أن "نمط حياة" العلمانيين و"ابتهاجهم" "تحت التهديد" في تركيا

علمانيون أتراك يتمتعون بوجبتهم في مطعم بمدينة اسطنبول

نشرت واشنطن بوست في 3 يناير/كانون الثاني/2017م مقالاً كتبته صحفية تركية تدعى "إزغي باشران"، بعد هجوم إرهابي نفذه داعش على نادي ليلي مترف في اسطنبول، والذي ادعت فيه أن "نمط الحياة العلماني" في تركيا معرض للخطر. وجادلت الكاتبة "والآن لم يعد نمط حياة العلمانيين مهدد فقط، بل أيضاُ ابتهاجهم".

وقدمت الكاتبة عدداً من الأمثلة في المقطع التالي والتي تعتبرها ساهمت في "التهديد" الذي قال العلمانيون في تركيا إنهم يواجهونه. وقالت "في الأيام الأخيرة من 2016م، كانت هناك منهجية 'ضربات استباقية' من العديد من المحافظين ومؤسسات الدولة والمنظمات غير الحكومية ضد الأشخاص الذي سيحتفلون بالسنة الجديدة".

هذه "الضربات الاستباقية"، وفقاً لباشاران، انطوت على مذكرة قانونية منصوص عليها في خطبة نشرتها دائرة الشؤون الدينية وقُرأت في المساجد خلال صلوات الجمعة، وتابعت "زعمت دائرة الشؤون الدينية في تركيا أنه 'محرم' على مواطني تركيا المسلمين الاحتفال بالسنة الجديدة"، حتى أنه قد أقيمت دعوى على رئيس الشؤون الدينية محمد غورميز من قبل مجموعة "بتهمة التحريض على العدائية بين المجتمع".
وما يلي هو المقطع من الخطبة المذكورة أعلى:

"في نهاية عام ماضي، فإنه من غير اللائق تماماً للمؤمنين نسيان أنفسهم والهدف من خلقهم وإظهار تصرف وسلوك غير قانوني لا يمتثل بأي طريق مع قيمنا. إنه من المقلق أن الساعات الأولى في السنة الجديدة تحولت إلى هدر بالاحتفال بالسنة الجديدة للثقافات الأخرى والعوالم الأخرى. إنه لمن المحزن أن الساعات التي يجب إنفاقها في التفكر بالأعمال الصالحة والسيئة وبالخير والشر مهدرة على القمار وألعاب الحظ مثل اليانصيب مع الرغبة في أن يصبحوا أغنياء دون عمل".
وعلى النقيض من اتهام الكاتبة، فإن تزويد الأئمة بخطب الجمعة التي تهدف إلى تنمية الممارسة والفكر الإسلامي بين المسلمين هو مهمة اعتيادية لدائرة الشؤون الدينية بتركيا. ووفقاً لذلك، فإن بعض الأنشطة التي تحدث عادة خلال احتفالات السنة الجديدة كشرب الكحول ولعب اليانصيب، في واقع الأمر، محرمة بشكل صارم في الإسلام، وهذه الأخيرة كانت قد ذُكرت في الخطبة. وبالتالي، فإن دائرة الشؤون الدينية كانت ببساطة تحقق الهدف الذي من أجله اُفتتحت.
الادعاء الآخر للكاتبة كان أن مناخ احترام كل أنماط الحياة كان سائداً في تركيا، وكتبت "على الرغم من أن غالبية الأتراك محافظون ومتدينون، إلا أن استهلاك الكحول والاحتفال بالسنة الجديدة لم يكن قضية كبيرة بين العامة… علم الجميع أن احترام نمط حياة الآخرين لم يكن مسألة أخلاق إنسانية في تركيا، بوتقة الثقافات، لكنه شرط للتعايش السلمي".

وعلى الرغم من ذلك، فإن ادعاء إدراك الجمهور العام للاحترام كـ"شرط للتعايش السلمي" مثير للجدل، حيث شهد التاريخ التركي الاجتماعي-السياسي القمع الممنهج لجماعات معينة في المجتمع من قبل الدولة وكذلك الجماعات المجتمعية الأخرى.
وقد شكلت تلك الجماعة، النساء المحجبات، نسبة 75% من النساء التركيات في 1999م وفقاً لاستطلاع، بينما أشارت أكثر نتائج الاستطلاعات حتى الآن إلى أن المعدل تراجع إلى 61% في 2014م.
تم استبعاد شريحة واسعة من المجتمع من الأماكن والمؤسسات العامة والخاصة. وبدأ أول تطبيق للإقصاء في 1998م في الجامعات خلال الفترة المعروفة بانقلاب ما بعد الحداثة 28 فبراير/شباط. فلم يتم قبول الطلاب في الجامعات. حتى الأساتذة الذكور فُصلوا على أساس أن زوجاتهن كنّ محجبات.

إنه لم يكن من المسموح للنساء أن يعملن في وظائف الدولة بينما يرتدين الحجاب. إضافة لذلك، فإن المرأة المحجبة قد تسبب مشكلة لزوجها الموظف الحكومي حتى لو لم تكن موظفة حكومية. ففي 2007م، هاجم الساسة والمواطنون العلمانيون زوجة الرئيس الـ11 لتركيا عبدالله غول المحجبة بعنف. ونشر الجيش التركي في موقعه الإلكتروني تصريحاً حول ترشيح عبدالله غول للرئاسة، محذراً من أن ذلك سيستمر "لحماية الصفات الثابتة لجمهورية تركيا".

ووفقاً لبحث، فإن ارتداء الحجاب لم يكن مجرد عنصر في مسألة نمط الحياة بل شكل مسؤولية دينية/عقائدية للمرأة، وأشارت نتائج البحث إلى أن 49% من النساء التركيات يرتدين الحجاب لأنهن "يؤمنّ بأنه التزام ديني"، و35% صرحن بأنهن محجبات لأنه "رمز لهوية المسلمة".

رُفع حظر الحجاب تدريجياً. ففي 2007م، تم قبول المحجبات في الجامعات من جديد. وفي 2013م، بعد 11 عام من صعود حزب العدالة والتنمية الحاكم للسلطة، وتم رفع الحظر على الوظائف العامة كجزء من حزمة الديمقراطية. وسريعاً قررت أربع نائبات في حزب العدالة والتنمية الحضور للبرلمان التركي مغطيات رؤوسهن بعد أن طرد نواب آخرون النائبة مروى كافاكتشي من البرلمان لرفضها الكشف عن شعرها. وفي 2016م، سمح رسمياً للشرطة النسائية ولاعبات كرة السلة بلبس الحجاب.

https://www.washingtonpost.com/posteverything/wp/2017/01/03/secular-citi...
http://www.aljazeera.com/news/2017/01/isil-claims-responsibility-turkey-...
http://www.hurriyet.com.tr/diyanetten-yilbasi-ve-piyangoyla-ilgili-hutbe...
http://www.cnnturk.com/video/turkiye/diyanet-isleri-baskani-hakkinda-suc...
http://www2.diyanet.gov.tr/DinHizmetleriGenelMudurlugu/HutbelerListesiIn...
http://www.mevzuat.gov.tr/MevzuatMetin/1.5.633.pdf
http://www.ft.com/cms/s/0/742d3d96-7a01-11db-8d70-0000779e2340.html?ft_s...
http://www.radikal.com.tr/turkiye/iste-turkiyenin-kadin-profili-dindar-l...
http://news.bbc.co.uk/2/hi/europe/6604643.stm