معسكرات بي كا كا تظهر من قبل المقاتلات كمراكز للاغتصاب والتعذيب
يتباهى تنظيم بي كا كا الإرهابي بتجنيد عدد كبير من المقاتلات الإناث لخدمة قضيته، لكن روايات المقاتلات الإناث اللواتي استسلمن للقوات الأمنية تظهر جانباً مظلماً لدور النساء في التنظيم. ويظهر تقرير للمخابرات قائم على هذه الروايات أن النساء تمت معاملتهم كإماء لممارسة الجنس من قبل التنظيم الذي قام بقتل الآلاف في تركيا منذ الثمانينات. ويظهر التقرير أن قضايا الاغتصاب والتحرش الجنسي وكذلك التهديد بإبقاء النساء صامتات تجاه هذه القضايا منتشرة على نطاق واسع داخل التنظيم.
ويدعي المقاتلون القتال من أجل الحكم الذاتي للأكراد في جنوب شرق تركيا وتجنيد اليافعين الأكراد المغسولة عقولهم والذين سافروا إلى شمال العراق حيث يمتلك التنظيم مخابئ في منطقة جبلية.
وتعد كل من تركيا الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي البي كا كا منظمة إرهابية، وقد عاود بي كا كا حملته المسلحة لعقود في مواجهة الدولة التركية في يوليو/تموز 2015م. وقتل التنظيم الإرهابي أكثر من 800 من أفراد الأمن و300 مدني منذ ذلك الحين؛ بينما خسر أكثر من 10,000 مقاتل في غضون ذلك، والذين إما قتلوا أو قبض عليهم في عمليات مكافحة الإرهاب.
وعلى مدى العشر سنوات، فإن 571 عضوة في البي كا كا استسلمن لقوات الأمن، في حين تم اعتقال 8,661 في عمليات مكافحة الإرهاب.
وقد كشفت تقارير المخابرات 'معاملة المقاتلات'، التقارير التي جمعت من الشهادات المحصورة من مقاتلات بي كا كا اللواتي سلمن أنفسهن.
إن الفتيات الشابات، غالباً تم اختطافهم من عائلاتهن أو تعرضن لغسيل دماغ للانضمام إلى التنظيم الإرهابي، معرضات للعنف والاستغلال المتراوح بين الاستخدام كإماء لممارسة الجنس والتعرض للاغتصاب وحتى التعذيب.
ويشير الشهود إلى أن المقاتلات اللواتي قاومن الاستغلال في العادة صنفن كمخبرات للدولة التركية، وانتهى ذلك بإعدامهن، بينما أيضاً يتم ملاحظة أن الانتحار شائع بين المقاتلات المعرضات للتحرش.
كما أبلغ شهود آخرون أن إرهابيي البي كا كا عادة يرمون جثث المقاتلين الذين انتحروا أو أعدموا في مواقع عمليات مكافحة الإرهاب، في محاولة لتصوير أن قوات الأمن التركية قد قتلتهم.
وقد أخبرت شاهدة - 32 عاماً – عُرفت بأول حروف من اسمها (ك.س)، أنها عملت كحارس شخصي للقائد في بي كا كا مراد كارايلان بين 2002-2003م مع 28 إرهابية أخرى. وقد أبلغت عن أن فتاة عمرها 17 عام وتدعى ديلان – طويلة وجميلة وذات عينين خضراوين قد انتحرت بتفجير قنبلة يدوية بعد أن تعرضت لمضايقة جنسية من قبل كارايلان.
وشاهدة أخرى تعرف بأول حروف من اسمها (س.ك)، قالت إن المقاتلة ديلبار تم إعدامها بعد كشف اغتصابها من قبل جميل بايك، الذي رمز إليه بجمعة ويعرف بأنه أحد زعماء البي كا كا الرئيسيين ويقيم في معسكر قنديل شمال العراق.
وأشارت أيضاً إلى أن جميلة كايتان، زوجة الإرهابي رفيع المستوى علي حيدر كايتان، حملت عندما كانت تعمل في معسكر آخر، وأجهضت الحمل غير المرغوب به، وأحرقت الجنين ذي الـ8 أشهر في موقد لئلا تترك أي أثر خلفها.
كما أن (ب.ي) ذات الـ24 عاماً، قالت إنه تم التحرش بها علنياً من قبل الشخص المسؤول عن الكهف الذي كانت تقيم فيه. لاحقاً، قالت إنها فرت على الفور واستسلمت لقوات الأمن التركية عندما بدأ المهاجم نشر شائعات كاذبة بأنها كانت جاسوسة.
و(ف.غ) ذات الـ32 عاماً شرحت أنها كانت مختطفة من قبل مجندي البي كا كا قبل أن تؤخذ إلى الجبال حيث تعرضت للاستغلال الجنسي لشهرين قبل هروبها واستسلامها.
وقالت (هـ.ك) البالغة من العمر 25 عاماً إنه تم اجتذابها للانضمام إلى بي كا كا بعد لقاء مع المجند الذي أخبرها أن بإمكان بي كا كا إرسالها إلى أوروبا، حيث يمكنها الحصول على تدريب. وأشارت إلى أن بي كا كا أرسلتها إلى معسكرات قنديل، حيث شهدت إعدام إرهابيتين سوريتين كرديتين واللتين أصبحتا حاملتين بعد اغتصابهما.
وأكدت أيضاً أنه خلال بقائها في قنديل، فإن مقاتلة في بي كا كا تدعى (سلمى د) تم اغتصابها في قنديل من قبل (ك.ج) الذي قبضت عليه قوات الأمن التركية، وهو الآن محبوس في سجن ديار بكر شرق تركيا. وقد أطلقت (سلمى د) النار على نفسها بسلاحها الشخصي بعد الحادثة، لكن تنظيم بي كا كا أعلن أنها ماتت في اشتباكات مع قوات الأمن التركية.
بدورها، قالت (س.أ) إنها انضمت إلى بي كا كا عندما كان عمرها 19 عاماً، وأضافت أنها شخصياً ذهبت إلى المقرات في قنديل بعد أن تم اغتصابها، والشكاية بها لقيادة بي كا كا.
المصدر: ديلي صباح