ادعاء: الكتب لم تُدخل إلى قصر الحريم أبداً
أ.ف.ب تخطئ ترجمة تغريدة لبروفيسور تركية للرد على وصف السيدة التركية الأولى أمينة أردوغان لحريم السلطان بمدرسة للنساء
كتبت أ.ف.ب (وكالة فرانس برس للأنباء ) - ثالث أكبر وكالة أنباء في العالم – في 9 مارس/شباط 2016م عن إشادة سيدة تركيا الأولى أمينة أردوغان بحريم السلطان كـ" مدرسة للنساء "، وقد نشرت الواقعةَ أيضاً منافذٌ إخبارية بارزة مثل صحيفة الغارديان والصحيفة الألمانية دير شبيغل.
وفيما يعرف (قصر الحريم) بأنه مأوى أو حَرم مقدس؛ يتضمن قصر حريم السلطان في الإمبراطورية العثمانية (Harem-i Humayun) من الزوجات والخادمات والقريبات ومحظيات السلطان، كما يضم والدة السلطان وبناته.
وفي 9 مارس/آذار 2016م قالت أمينة أردوغان في حدث رسمي متعلق بالسلاطين العثمانيين في أنقرة:
" حريم السلطان كنَّ مدرسةً لأعضاء السلالةِ العثمانية الحاكمة ومؤسسةً تعليمية لإعداد النساء للحياة ".
لكن وللرد على تصريح أمينة أردوغان، استشهدت وكالة أنباء أ.ف.ب بتغريدة للبروفيسور أوزلم كومرولار من جامعة بهتشه شهير في اسطنبول. إلا أن أ.ف.ب لم تُخطئ إملائياً بذكر اسم البروفيسور " كوروملار " فقط بل أيضاً ارتكبوا خطاً فادحاً في ترجمة تغريدتها.
وكانت التغريدة المترجمة كما يلي (والأصل بين الأقواس):
" في عهد مراد الثالث (سلطان القرن السادس عشر)، كانت الكتب الشيء الوحيد الذي لم يدخل أبداً إلى قصر الحريم. "
(3. Murad zamanında Harem’e gelen gemi dolusu eşya arasında tek olmayan ne tahmin edin bakalım: Kitap.)
وعند مشاهدتها لترجمة الغارديان غردت كومرولار:
" الغارديان أخطأت في ترجمة تغريدتي! لقد كنت أشرح عن البضائع التي كان من المفترض تسليمها إلى قصر الحريم في السفينة التي غرقت في 1583م. "
إضافة إلى ذلك – ومن خلال خطأ الترجمة – ذُكر مثالٌ تاريخي استثنائي واحد في تغريدة كومرولار وقد قُدِّم كإجراء عام خلال حكم السلطان مراد الثالث مدة 21 عاماً بين العامين 1574م- 1595م.
وعلى العكس مما حاولت وكالة أنباء أ.ف.ب تقديمه، فإن التعليم مُصَوَّر من قِبَل كثير من المؤرخين وفي روايات النساء الرحَّالة كأحد الأولويات المتصدرة للحريم.
وتعبر ليزلي بيرس في كتابها حريم الامبراطورية عن أن الحريم " قد يوصفن بشكل أفضل كـمؤسسة تدريبية. " موضحةً أن كلمة حريم هي تعبير عن الاحترام، عابقٌ بالنقاء الديني وبالشرف، وموحٍ بالتوقير المُلزم. وعلاوة على ذلك تؤكد الكاتبة على أهمية المؤسسة التعليمية التي اُتخذت في قصر الحريم مشيرة إلى وجود برنامجٍ طموح دراسي عند الحريم، و أن النساء كنَّ مُدرَبات على المهارات التي اُعتبرت ملائمة لهن على المستويات المختلفة للتسلسل الهرمي للحريم.
وبالمثل، تشرح المؤرخة ميري شفر-موسينسون في كتابها العلم في عصر العثمانيين أن مؤسسة مثيلة لمدرسة أنديرون (مدرسة القصر) حيث كان يتدرب البيروقراطيين المستقبليين، كانت تعمل أيضاً في قصر الحريم حيث كانت الشابات يتدربن. وتكتب أن الأوروبيين شبهوا نمط الحياة في القصر ومدارس الحريم بنظام الرهبنة: " ففي كليهما تم تطبيق قواعد السلوك الصارمة، والتزام الشعور العام المهيب، ومن بين الأشياء الأخرى الصمت المطبق. وكانت مدارس الحريم - مثل مدارس القصر، مفصلة جداً- بالنظام الهرمي مع المراتب المتماثلة وسُبل التقدم."
و تصف لورا وايس قصرَ الحريم في مقال معنون بـ" قصر الحريم: حظيرة رقيق أو مركز لنفوذ النساء؟ " كمكان حيث عُلمت النساءَ الدينَ والحساب والتطريز والغناء والموسيقى والأدب.
http://www.theguardian.com/world/2016/mar/09/turkish-first-lady-praises-...
http://www.spiegel.de/politik/ausland/emine-erdogan-preist-harem-und-ern...
http://www.afp.com/en/news/turkish-first-lady-says-harem-was-school-women
https://twitter.com/Donquijote1974/status/707674365589131264