نشرت صحيفة الغارديان افتتاحية بعنوان " وجهة نظر الغارديان في السياسات الكردية بتركيا: تفاقم مشاكل المنطقة ". وزُعمَ في الافتتاحية المنشورة في في 18 فبراير 2016م أن تركيا لم تكن جادة حقاً بشأن التسوية السلمية مع الأكراد.

"تركيا أردوغان حصرت نفسها في... ربما لم تكن جادة حقاً بشأن التسوية مع أكراد تركيا، ومن ثم تسمح لعملية السلام بالإفلات... من الصعب الآن تذكر أنه في أقل من عام مضى كانت الحكومة التركية ما تزال في محادثات السلام مع حزب العمال الكردستاني... ولكن حتى تعيد تركيا ترتيب سياساتها جذرياً حول السعي لتحقيق السلام مع أكرادها، ستستمر في مفاقمة مشاكل المنطقة عوضاً عن المساعدة في احتوائها."

في مزاعمهم ضد تركيا، تعتبر الغارديان بشكل ملحوظ أن الشعب الكردي مرادفٌ لحزب العمال الكردستاني –جماعة مسلحة ذات توجه ماركسي لينيني والتي تسعى لفرض إيديولوجيتها على المنطقة الكردية وتصنفها كل من تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف الناتو كمنظمة إرهابية. وقد صرح رئيس تركيا رجب طيب أردوغان مرات عدة أن حزب العمال الكردستاني والمجتمع الكردي ليسوا سواء وأن حملة الحكومة تجرى فقط ضد المقاتلين.

علاوة على ذلك ففي ظل حكم حزب العدالة والتنمية الحاكم لـ13 عاماً أسس أردوغان وقاد كرئيس للوزراء حتى رئاسته عدداً من الإصلاحات الشاملة أُقيمت في حقل الحقوق للمجتمع الكردي. ولتقديم بعض الأمثلة: رَفعُ حالة الطوارئ المفروضة لـ51 عاماً في المنطقة الجنوب شرقية ذات الأكثرية الكردية في تركيا. المحظورات السياسية على السياسيين الأكراد -المفروضة سابقاً من قبل الدولة- أُزيلت و أطلق سراح زعماء أكراد كبار من السجن، وبدأ بث برامج تلفزيونية باللغة الكردية على قناة تي ري تي 3 التي تديرها الدولة وفتحت برامج لدراسة اللغة الكردية في العديد من الجامعات.

الصراع بين الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني قائمٌ منذ 30 عاماً، وقد سعت الحكومة لإنهاء الصراع المسلح فبدأت المفاوضات مع زعيم حزب العمال الكردستاني المعتقل عبدالله أوجلان وأعلنت عملية السلام في بداية 2013م. وفي 21 مارس/آذار 2013م دعى أوجلان لانسحاب حزب العمال الكردستاني من تركيا في رسالة قُرأت علناً في احتفالات النيروز. بعدئذٍ أعلنت الحكومة التركية وحزب العمال الكردستاني هدنة، ومع ذلك لم ينسحب حزب العمال الكردستاني من تركيا.

وفي 11 يوليو/حزيران 2015م كانت المنظمة الرئيسية لحزب العمال الكردستاني – اتحاد مجتمعات كردستان - هي من أعلن من جانب واحد عن انتهاء الهدنة مع الحكومة التركية. بعد ذلك بدأ مقاتلو حزب العمال الكردستاني هجمات مسلحة على المدنيين و على قوات الأمن. وفي 22 يوليو/حزيران 2015م قُتل اثنان من قوات الأمن بينما كانا نائمين في منزليهما، وادعى حزب العمال الكردستاني مسؤوليته عن الهجوم. وفي اليوم التالي قتل الحزب مدنياً مدعياً أنه عضو في التنظيم الإرهابي داعش، ورغم ذلك لم يقدم أي دليل يدعم هذا الإدعاء. وحدث كل ذلك قبل أن تتخذ تركيا القرار بالرد.

لم تبدأ تركيا عملياتها الجوية عبر الحدود في جبال قنديل بالعراق حتى 24 يوليو/حزيران 2015م مستهدفة مخابئ حزب العمال الكردستاني كذلك مداهمات الشرطة لخلايا حزب العمال الكردستاني. وخلال هذه الفترة شارك الحزب في الاشتباكات المسلحة مع الشرطة في مراكز المدن. وأجرى المقاتلون هجمات مستخدمين البوازيك (قاذفات صورايخ)، وحفروا الخنادق وأقاموا الحواجز وزرعوا قنابل تُفجر عن بعد في الطرقات لمنع الشرطة من دخول المناطق التي تم توزيعهم فيها. واستهدفوا أيضاً المدارس والمستشفيات في هجماتهم. وحوالي 300 من قوات الأمن ومن المدنيين قتلهم حزب العمال الكردستاني منذ انتهاء الهدنة. واستمرت العمليات العسكرية وسط حظر التجول الذي أُعلن بغرض حماية المدنيين من الوقوع في مرمى النيران.

وتقع الاشتباكات في عدة معاقل لحزب العمال الكردستاني في جنوب شرق تركيا. ويقل التعداد السكاني الكلي لهذه المناطق عن 500,000 نسمة، وقد ترك أغلب الناس الذين يقطنون في هذه المناطق بيوتهم مؤقتاً طلباً للأمان. وبالنظر إلى أن حوالي 14 مليون كردي يعيشون في أنحاء البلاد، إلا أنه أقلية من الأكراد فقط تأثرت بالصراع.
ولمعلومات أكثر عن مناطق العمليات اضغط هنا.

http://www.theguardian.com/commentisfree/2016/feb/18/the-guardian-view-o...
http://www.tccb.gov.tr/konusmalar/353/35912/14-muhtarlar-toplantisinda-y...
http://www.ipsnews.net/2013/03/pkk-leader-calls-for-ceasefire-in-turkeyh...
http://www.aljazeera.com/news/2015/07/kurdish-group-claims-revenge-murde...
http://www.dailymail.co.uk/news/article-3174295/Fighting-Turkey-launches...
http://www.hurriyetdailynews.com/pkk-bomb-attack-hits-public-offices-hos...
http://www.hurriyetdailynews.com/307-pkk-militants-killed-so-far-in-oper...