نشر كاتب تحت الاسم المستعار 'جون بتلر' مقالاً في صحيفة سبيكتاتور في 30 يناير/كانون الثاني 2016م عن الديمقراطية في تركيا، وادعى في مقاله أن تركيا أصبحت أقل ديمقراطية وأكثر باراناويةً (جنون العظمة)، حيث تتعامل مع داعش بازدواجية وتشن حرباً على الأكراد، وزعم أيضاً أن لدى تركيا رئيس يعاني جنون العظمة وأنه شيَّدَ قصراً يكبر قصر فرساي بثلاث مرات، و كتب بتلر:

" نظام الرئيس أردوغان المتعسف بازدياد يخفي حقيقة حربه على الأكراد.
تركيا دولة أقل وأقل ديمقراطية، دولة حزب واحد بارانوي أكثر وأكثر.
فوق ذلك حزب العدالة والتنمية مزدوج في تعامله مع تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا الحركة الأكثر بربرية بالتأكيد. و تعتقل الحكومة –على هواها - السياسيين الأكراد أو المتعاطفين مع الأكراد لكونهم " متعاطفين مع الإرهاب " ، لكن عند التعامل مع الإرهابيين الإسلاميين الفعليين تتعامل بتسامح عجيب.
وفي سعي أردوغان للسلطة شبه المطلقة وبنائه قصراً يكبر فرساي بحوالي ثلاث مرات، متضمناً قبواً بمدخل متصل مباشرة بكاميرات شرطة الدوائر التلفزيونية المغلقة (سي سي تي في)؛ أردوغان يعاني بشكل ملحوظ أحد أشكال جنون العظمة."

ويشير بتلر إلى الاشتباكات في جنوب شرق تركيا على أنها حرب على الأكراد. ومفترضاً أن الاشتباكات بين قوات الأمن وعناصر حزب العمال الكردستاني، يعتبر الكاتب حزب العمال الكردستاني والمجتمع الكردي سواء. ويُعتبر حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية من قبل تركيا والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف الناتو. إضافة إلى ذلك فقد صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مرات عدة أن حزب العمال الكردستاني والمجتمع الكردي ليسا سواء وأن حملة الحكومة تُجرى على العناصر المحاربة فقط. مثلاً في خطابه في 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2015م قال أردوغان:
"بالنسبة لنا الإرهابي مختلف وأخي الكردي مختلف. يجب علينا أن نفرق بينهما."

وفي 11 يوليو/حزيران 2015م أعلن اتحاد مجتمعات كردستان –المنظومة الرئيسية لحزب العمال الكردستاني أن الهدنة مع الحكومة التركية قد انتهت من جانب واحد، وبدأ بعد ذلك حزب العمال الكردستاني بتنفيذ هجمات مستهدفاً ضباط الأمن في بيوتهم. ونفذ حزب العمال الكردستاني هجمات مسلحة وحفر الخنادق في مراكز المدينة لمنع قوات الأمن من دخولها، وزرع القنابل المفخخة ونفذ هجمات صاروخية ضد قوات الأمن في مناطق تقع في مراكز المدينة. ولم يستهدف حزب العمال الكردستاني قواتَ الأمن فقط بل المستشفيات والمدارس أيضاً، وبسبب انتهاكات الحزب لحقوق الناس في الحياة والعمل والدراسة تنفذ الحكومة التركية عمليات عسكرية ضد المقرات الرئيسية لحزب العمال الكردستاني.

ويتهم بتلر الحكومة أيضاً بالتسامح في تعاملها مع داعش بينما تعتقل المتعاطفين مع الأكراد على أنهم إرهابيين. أولاً لا يمكن حدوث اعتقالات على أساس تعاطف مجموعة أشخاص مع الأكراد فحسب لأنها ببساطة ليست جريمة. علاوة على ذلك تحت حكم حكومة حزب العدالة والتنمية لـ13 عام أُقيمت عدد من الإصلاحات الجذرية في حقل الحقوق للمجتمع الكردي. هذه الإصلاحات تتضمن تسمية مدارس بأسماء كُتَّاب وشعراء وفنانين أكراد، ورفع حالة الطوارئ التي فرضت لـ51 عاماً في المنطقة الجنوب شرقية ذات الأغلبية الكردية، وإزالة الحظر السياسي المفروض سابقاً على السياسيين الأكراد من قبل الدولة. ثانياً تركيا حتى الآن احتجزت 3,318 شخص لاشتباهات متعلقة بداعش و تم اعتقالهم 847 منهم بعد ذلك.

ولا تقتصر حرب تركيا ضد داعش على الاعتقالات، فقد صنفت داعش منظمة إرهابية بمرسوم من مجلس الوزراء في أكتوبر/تشرين الأول 2013م. وقصفت تركيا موكباً لداعش في سوريا في يناير/كانون الثاني 2014م. وضربت القوات الجوية التركية أهداف داعش عدة مرات، وسمحت تركيا للقوات الجوية للولايات المتحدة باستخدام القاعدتين الجويتين إنجيرلك وديار بكر في جنوب شرق تركيا لضرباتها الجوية ضد داعش. وتتخذ تركيا تدابيرها أيضاً وتنفذ محلياً وعلى الحدود عمليات عسكرية لمنع المقاتلين الأجانب المعتزمين اللحاق بداعش في سوريا من العبور.

وفي الادعاءات بخصوص فرساي فبتلر على خطأ، حيث تتضمن أراضي فرساي حدائق وقناة وإجمالها 787 هكتار، وفقاً للموقع الرئيسي لقصر فرساي على شبكة النت. والمساحة الأرضية للقصر وحده هي 6.7 هكتار. بينما أرض مجمع بيستيبي الرئاسي المبني حديثاً في أنقرة مساحتها 75 هكتار. والمساحة الأرضية للمبنى الرئيسي الذي يتضمن مكتب الرئيس ما يقارب الهكتار الواحد. وإذا تم إضافة مساحات المباني الجنوبية والشمالية فإجمالي المساحة الأرضية أقل من 4 هكتارات. والفرق في الحجم أيضاً واضح في عدد الغرف حيث يحتوي فرساي على 2,300 غرفة، بينما تحتوي ثلاثة مباني رئيسية في مجمع بيستيبي على 1,150 غرفة.

ويتضمن المبنى الرئيسي في مجمع بيستيبي الرئاسي مكتب الرئيس وقاعة الاستقبال وقاعة لقاءات الوفود وقاعة مجلس الأمن الوطني وقاعة الاجتماعات وقاعات اجتماع متعددة الأغراض بالإضافة إلى بهو. والمبنيان الجنوبي والشمالي يضمان مكاتب طاقم الرئاسة قاعات اجتماع. وفي مباني أخرى أصغر بكثير تحتوي مسجداً ومكتبة وبيت ضيافة ومرافق أخرى.
http://www.spectator.co.uk/2016/01/turkey-is-turning-into-a-paranoid-one...
http://www.trtworld.com/turkey/kck-militants-ends-ceasefire-turkish-gove...
http://www.aljazeera.com/news/2015/07/kurdish-group-claims-revenge-murde...
http://www.jpost.com/Middle-East/Syrian-bomber-in-Istanbul-attack-regist...
http://www.resmigazete.gov.tr/eskiler/2013/10/20131010-1.htm
http://www.nytimes.com/2015/07/24/world/europe/turkey-isis-us-airstrikes...
http://www.theguardian.com/world/2015/jul/25/turkish-jets-hit-kurdish-mi...
http://www.dailysabah.com/nation/2015/10/31/turkish-fighter-jets-conduct...
http://www.nytimes.com/2015/07/24/world/europe/turkey-isis-us-airstrikes...
http://www.chateauversailles.fr/resources/pdf/fr/presse/dp_conference_20...
http://www.iha.com.tr/haber-cumhurbaskanligi-kulliyesi-kapilarini-acti-4...